كم من الأيام مرّت علينا ونحن على هذا الحال؟
ونحن لا نخطو خطوة واحدة بعد عتبات منازلنا ، مساجدنا مغلقة.. بلا صلواتٍ أو قيام، بتنا نرى أم القرى وهي تكاد تخلوا إلا من حمام الحرم الذي يحوم حولها.. بلا حظر تجول يقيّده، تزداد حالات الوفيات والإصابات بهذا الفيروس يوماً بعد يوم كـنار في أوجّ اشتعالها بين الأشجار الكثيفة، الجميع خائف.. خائفٌ من المرض، من الفقد، من اليُتم..
ولكننا كنّا في حاجة لاختبارٍ كهذا، يغير مجرى الأمور، ويقلب دنيانا رأساً على عقب.. علّنا نصحو من غفلة لا ندري كم لبثنا فيها، لنرى معانيّ جديدة كنّا في غفلة عنها، لربما لفت نظرنا الى النعم الصغيرة التي اعتدناها فنسينا شكرها، عسى أن نعرف قيمتها، عسى أن نحمد المنعم!
كنّا نحتاج إلى عزلة كهذه لنعطي الأمور حجمها الحقيقي ونعيد ترتيب أولوياتنا، عسانا ندرك قيمة الدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة، لنقف لحظة ونبصر حقيقتنا،
جميعنا.. بأطباءنا، وعلمائنا، ومخترعينا، بأننا مهما تطورنا،
ومهما شيّدنا من بنيان، ومهما اخترعنا، فنحن دون عون الله ومعيّته.. عدم!
بخط الكاتبة نسرين ماجد - @nesrreennn
الصورة emara.art@
Comments