ما كُنت أَعرِفُ و الدّقِيقَة في كفْتَيّ أنّي سأٌصْمِتُ في غَسَقِ الليل أفَكَاري، لم ينّجَلي مِن صَباحَاتي، بَلّ حتى لَم يَنّطَفِي مِن خَيَالاتي، عن شُؤْم نِزاع هُلِكَت فيه غَور سَكِينَتي ، ما عادَت الغَدَاة زَقْزَقَة عصافير أو حتى سَربُ رِياح تَعصُف و تُمَجِدُ قِمَةَ شُجَّيراتي ، خَشّيَت أَن أُصَاب، وتَرتَض فيه رُؤْيا رِزّنامتي لتَلجَّ عنه فُتات حَقيقَتي ، خَلف قُضّبان وَبَاء وفي زَنزانة من هُزَال كان أَسْري و تَصْفِيدي ، من

وَطْأَة سَريرَتي غادَرتُ صَرْحي لأرى حِيرة عالَمي ما كان صوت ابن جارتي في الطُرقات عالٍ كما عَهِدته ، ولا حتى سُوقُ جَّد صَديقتي صَخِب كما عَرفته، لقد كشّرَ عن أنيابه ، لنخاف و نصمت ونحترز، أي أَن لا نَلمس شيئاً دون أذِن منه، أن نَسْكُن في مَساكينُنا ، أخشى يوماً أَن أعتاد على وجُوده ، وتَبرُدُ قهوتي في إنتظارِ رَحِيله لأملئ كأساً غيّره منها ، أخشى يوماً أن أُمزِق أوراق كُتُبي ، أن لا أكتب يوماَ لأني سئمت تكِرار كِتاباتي، أن أصمت و الكآبة تقيّدُني ، معذرةً إجابياتي و حُسنَ خواطري لم يعد هُنالِك مُتسع بين نزاعاتي، لازلت أخاف يوماً أن أصرخ حتى تتمزق أوردتي عن رحيل أحبتي ، تَهجَع في عقلي تُراهات أَن لا أُبالي أَن لا أهتم ، أن أكسر كُلَ القيود ، ولكن العاطِفة في كرسي مُلكها تسيّرُني ، هلّا تركتَ أيدينا ؟ ، هلّا غادرت لُطفاَ بنا؟، نعتذر أعتذر عن كُلِ ثانية من سوء تصرُفاتي، عن كُلِ ثانية لم أشعر فيها بنعيم حياتي و خيال ألمَعِية عقلي ، هلّا أعانِق أحبتي ؟، هلّا أشفقتَ قليلا ؟، غادر بلا رجاء غادر ، لم يعد هُنالِك صبر، لتعود السكينة إلى مجراها؟ ، ما نملُكهٌ هذي الدقيقة بل حتى هذه الثانية فنحن لا نملُك سابقتها ولا حتى لاحِقتها، أتركنا نعيش بسلام ، أترك يديّنا يا كوفيد تسعة عشر.
بخط الكاتبة مودة إبراهيم - @khayalx
الرسمة @ethars.art
Kommentare